تسري النصوص العربية في اتجاه من اليمين إلى اليسار. أثناء عملنا في مشاريع الترجمة مع شركاء محررين من غير الناطقين بالعربية، نتج عن ذلك بعض القضايا. مشكلة السبب الجذري ليست في اتجاه سريان النصوص؛ وإنما مشكلة معروفة باسم ازدواجية الاتجاه. هذا يعني أنه إذا وجد حرف غير عربي (حتى لو أرقام أو حروف إملائية) في وسط الجملة العربية، فإن اتجاه هذه الأجزاء (الجزء غير العربي، والجزء العربي الذي يسبقه، والجزء العربي الذي يليه) تكون مختلطة بترتيب غير مقروء. حدث ذلك لأن أداة التحرير المستخدمة كانت أداة تحرير نصوص بسيطة، ولم تدرك أساليب التحرير المتقدمة اللازمة للنص العربي.
الملفات التي تم إنزالها من نظام التحرير المذكور كانت غير مقروءة، واستلزم ذلك جهد إضافي في التحرير. نظرًا لأننا أدركنا أن الجهد سيكون هائلاً لتصحيح الكثير من الملفات بشكل فردي يدويًا لإعادة ترتيب قطع الجمل النصية، فقد حاولنا إيجاد طريقة آلية باستخدام محرر نصي آخر، حيث تم نسخ ولصق محتويات الملفات فيه، وتم تصحيح اتجاه الوثيقة ليصبح من اليمين إلى اليسار، وقد استطاع هذا المحرر التعرف على ترتيب النصوص بشكل صحيح. بعد ذلك كانت هناك حاجة لبعض اللمسات النهائية مثل علامات القوائم وغيرها من عمليات تنسيق النصوص. محرر النصوص الذي تم استخدامه في هذا التصحيح هو SUN OpenOffice Writer.
كان يمكن توفير كل هذا الجهد من خلال استبدال محرر النصوص البسيطة بمحرر نصوص ثرية؛ ذلك تمامًا مثل استخدام برنامج الوورد بدلاً من النوتباد على سبيل المثال، حيث إن محرر النصوص الثرية يمكنه التعرف على تنسيق النصوص، واتجاهها، وغير ذلك من الأمور.