من خلال خبرتنا في العمل في العديد من مشاريع الترجمة مع العديد من الشركاء العرب، أدركنا قضية اختلاف اللهجات. توجد العديد من اللهجات العربية، وكثيرون من الدول العربية المتنوعة ربما يجدون بعض الصعوبة في فهم المحتى المترجم بواسطة فريق من منطقة معينة.
الحقيقة الفعلية هنا لا تتعلق بـ "اللهجة"، وإنما تتعلق بـ "الاصطلاح".
اللهجة أمر يتعلق باللغات المنطوقة، وهي غير مستخدمة بطبيعة الحال في النصوص المكتوبة وخاصةً في السياقات الرسمية. في الكتابة تستخدم عادةً اللغة العربية الفصحى وهي مفهومة لدى جميع متحدثي اللغة العربية، ولكن الأمر في هذه القضية يتعلق بالاصطلاح كما تم ذكره؛ أي استخدام أي كلمة لتعني ماذا.
تحدث هذه المشكلة عندما لا يوجد "تقارب" كافٍ حول المعاني، وخاصةً عندما تكون هذه المعاني غير نابعة أصلاً من مصادر عربية، كما هو الحال في النصوص المترجمة. على سبيل المثال، ربما نستخدم في مصر كلمة عربية معينة للإشارة إلى معنى كلمة إنجليزية ما، بينما في المملكة العربية السعودية يستخدمون كلمة عربية أخرى للإشارة إلى نفس هذا المعنى للكلمة الإنجليزية. كلانا يفهم كلتا الكلمتين العربيتين التي يستخدمها كل منا، ولكننا ببساطة لا نستخدمها لتعني هذا المعنى على وجه الخصوص في هذا السياق بالتحديد؛ نقص في التقارب ليس إلا. هذا التقارب سيبنى بمرور الوقت كلما ازداد المستخدمون ألفةً للاستخدام الجديد للكلمة في السياق الجديد. يحتاج ذلك منا إلى الصبر في هذه الحالات قبل أن نرى النتائج.
عندما يطلب منا الترجمة من الإنجليزية إلى العربية، فإننا في حقيقة الأمر أمام طلب: "هكذا نحن نقولها بالإنجليزية، أرونا كيف تقولونها بالعربية". لا توجد مشكلة هنا طالما وجد معنى مشترك متفق عليه في اللغة العربية، ولكن المشكلة توجد عندما نكون لا نقولها أصلاً باللغة العربية، فببساطة لا توجد ترجمة، وفي هذه الحالة فإننا نبتكر / نلصق معاني جديدة للكلمات التي لم تكن مستخدمة بكثرة لتعني هذا المعنى في اللغة العربية، أو أن هذا المعنى ظل دائمًا مستخدمًا في السياق الإنجليزي فقط ولم يستطع الناس استساغته في اللغة العربية "بعد". هذا في الواقع "تعريب" وليس "ترجمة".
هذه المساعي المتعلقة بالترجمات ستتطلب الكثير من الجهد قبل أن تحظى بالقبول والانتشار، وفي أثناء ذلك ستحتاج الكثير من العمل، والتحسينات، والتعديلات، حتى الوصول إلى "التقارب" المرتقب.